الوراثة والمورثات
علم الوراثة البشري والمورثات المنتقلة عبر الأجيال

الوراثة والمورثات
الوراثة والمورثات وما هي هذه الصفات المتناقلة بين البشر هذا حديث مقالنا اليوم ..
أعجب مظهر في عملية التناسل هو الكائن الحي الجديد المتولد من أبويه، فعندما يستكمل نموه، يأخذ شكلاً يشبه إلى حد كبير أبويه وأبويّ أبويه.
أما الوراثة فهي انتقال الصفات الوراثية من الأسلاف إلى الأخلاف أو من الآباء إلى الأبناء.
الوراثة والمورثات والصفات الوراثية

الوراثة والمورثات والصفات التي يتشابه بها الأسلاف مع الأخلاف ..
وهذا التشابه أي أفراد النوع متشابهة بالمنظر الخارجي ومتشابهة في الوظائف الفسيولوجية لكل أفراد النوع الواحد فيؤدي إلى التكاثر.
وهناك صفات فردية يتميز بها فرد واحد من مجموعة أفراد ضمن النوع الواحد.
اللون الأسود في العرق الأسود، صفة فردية تميز مجموعة من أفراد الجنس البشري عن الأصناف الأخرى ضمن الجنس البشري،وهناك صفات جسمانية وصفات عرقية.
ما هي المورثات

تنتقل الصفات من الآباء إلى الأبناء بجزيئات صغيرة تسمى المورثات كروموسوم Chromosome توجد في صبغيات نوى الخلايا.
ووضع (غريغور يوهان مندل ) قوانين توضح كيفية انتقال الصفات، فأثبت أن الكائن الحي المولود يحمل خصائص والديه بسبب هذه الصبغيات.
وأثبت ماندل أنه عند التلقيح يحمل الذكر والأنثى صفات الوراثة ووضحت الأمثلة على الورود.
فمثلاً إذا لقح ورد شب الليل الذي بلون أبيض صافي، مع ورد شب الليل بلون أحمر صافي، فماذا يحدث أو ينتج؟
يحمل شب الليل الأبيض مورثتين بلون أبيض، ويحمل ورد شب الليل الأحمر مورثتين أيضاً بلون أحمر وبعد التلقيح ينتج بالتجربة:
الجيل الأول: كله متشابه ولونه لا أبيض ولا أحمر لونه وردي زهر وذلك لاندماج اللونين الذين تتعادل صفاتهما، ويحمل هذا الجيل مورثه بلون أحمر ومورثة بلون أبيض.
الجيل الثاني: إذا تم التلاقح بين الجيل الأول فينتج ريع الأفراد ورود بيضاء صافية تحتوي على مورثتين بلون أبيض ونصف الأفراد وردية زهرية تحتوي على مورثتين بيضاء وأخرى حمراء، وربع الأفراد حمراء صافية تحتوي على مورثتين بلون أحمر.
الجيل الثالث: تعطي الورود البيضاء الصافية من الجيل الثاني ورودا بيضاء صافية ،والورود الحمراء من الجيل الثاني تعطي وروداً حمراء صافية ، والورود الوردية الزهر تعطي أفراداً ربعها أبيض صاف وربعها أحمر صاف ونصفها وردي زهر.
قوانين مندل في علم الوراثة والمورثات

بعد تجربة الورود حول الوراثة والمورثات استنتج مندل قوانينه وهي:
1- حينما تلاقح بين فردين من نوع واحد، ولكنهما من عرقين مختلفين بصفة واحدة لكل عرق، فإن الجيل الأول يكون متشابهاً ويحمل مورثتي الصفتين.
2- يبدأ الافتراق بين الجيل الثاني فتعود ريع أفراده للجد، ونصف أفراده للآباء، وباقي الأفراد للجد.
3- تنتقل كل صفة وراثية بشكل مستقل مع جميع الصفات الوراثية الأخرى، وهكذا فالصفات الوراثية تنتقل من فرد إلى فرد آخر بواسطة أجسام صغيرة جداً تدعى المورثات، أو العوامل الوراثية التي تكون في الجزيئات الصبغية الموجودة داخل النواة.
ومنها ينتج أن كل خلية تحمل الصفة الوراثية، وباعتبار أن كل خلية تحتوي على صبغيات، فهذا يثبت أن المورثات تنتقل بالصبغيات وتوجد فيها.
وتحوي الخلايا الجنسية أي النطف والبويضات على نصف العدد من الصبغيات، فلذلك لا تستطيع النطف أو البيضات أن تحيا وحدها وتكون الصفات الوراثية لأنها تحوي نصف عدد المورثات فقط.
تحوي البويضة الملقحة على العدد الكامل من الصبغيات، وبالتالي على العدد الكامل من المورثات وبذلك نستطيع تكوين الخلايا التي تحمل الصفات الوراثية تعيين الجنس.
وعلى ذلك تنتقل الصفات الجنسية من الأسلاف الى الأخلاف بواسطة الصبغيات الجنسية.
نواة الخلية البشرية

تحتوي نواة الخلية البشرية بعد أن يتم التلقيح بين حيوان منوي وبويضة على ٤٦ صبغية، ولكن نواة البيضة لا تحتوي إلا على ٢٣ صبغية ومثلها في الحيوان المنوي.
وعند اتحادهما نحصل على خلية ملقحة تحتوي نواتها على ٤٦ صبغية وتسمى مثل هذه الخلية ( البيضة الملقحة ).
فتبدأ هذه بالانقسام والتكاثر إلى خليتين كاملتين ثم تنقسم هاتان الخليتان فينتج عنهما أربع خلايا وهكذا تستمر العملية.
استمرار سلسلة الحياة
في طفلة حديثة الولادة حوالي ٤٠٠٠٠٠ خلية خاصة قابلة للتحول إلى بويضات، وهذه البويضات عند النضج تصبح جاهزة للتلقيح.
وهكذا تستمر سلسلة الحياة التي تتكون حلقاتها من البويضات الصغيرة والحيوانات المنوية الأدق حجماً.
طبيعة الوراثة والمورثات
تبين أنها ذات طبيعة هيولية نووية، ومن أهم مميزاتها أنها تستطيع التكاثر، أما آلية تأثيرها فتحدث في الخلايا تفاعلات حيوية مختلفة تؤدي إلى إظهار الصفة الوراثية.
ولكن كيف ؟ هذا ما عجز عنه العلم ..
حبيبات الوراثة حتى لو شوهدت بأكبر المجاهر، تظهر متشابهة لا اختلاف فيها، إذ إن الاختلاف في وظائفها يكمن في تركيبها الجزيئي.
وعلى ذلك لا يمكن اكتشاف مهمتها في الحياة وهذا سر من أسرار الخلق أيضاً.
هذه المورثات تحفظ سجل أربعة مليارات من البشر في هذه الأرض وتكمن فيها خصائصهم كلها، ولو وضعت جميعها في حجم محدد لشغلت سنتيمتر مكعب واحد.
ونتساءل كيف أُحكم تصميم هذه المورثات ومن الذي صممها ؟
يقول العالم التجريبي جورج جاموف:

إذا اعتبرنا حبيبة الوراثة جزيء بالغ الضخامة مكون من مليون ذرة فإن احتمال ترتيب المجموعات الذرية في أوضاع مختلفة داخل الجزيء يصبح كبيراً للغاية.
رفض جورج مبدأ المصادفة وحتم مبدأ القصد، فمن الذي قصد الترتيب والتدبير، إنه الخالق عز وجل وفي نظام الذرات إعجاز، اعرفوا الله عن طريق العقل والعلم.
كاتب المقال: نسيبة علي
مقالات ذات صلة:
حقائق مذهلة عن حالات الاضطرابات العقلية
جميع حقوق الملكية الفكرية والنشر محفوظة لموقع غدق www.ghadk.com
يمنع منعاً باتاً نقل أو نسخ هذا المحتوى تحت طائلة المسائلة القانونية والفكرية
يمكنكم دعم الموقع عن طريق الاشتراك في صفحة الفيس بوك Facebook وحساب الانستغرام Instagram وحساب تويتر Twitter
للتواصل والاستفسار والدعم التواصل على البريد التالي : ghadak.site@gmail.com